top of page
صورة الكاتبMinbarInfo GMP

مسجد باريس الكبير يفتح ورشة عمل كبيرة لترجمة معاصرة لمعاني القرآن الكريم إلى الفرنسية


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY 


تتعدد ترجمات معاني القرآن الكريم بتعدد مدارس المترجمين وتوجهاتهم الفكرية، ومن أبرز الترجمات التي ذاع صيتها وأخذت شهرة عالية : ترجمة حمزة بوبكر ومحمد حميد الله، وريجيس بلاشير وألبرت كازيمرسكي وجاك بيرك ودونيز ماسون. إلى جانب ترجمات منفردة لبعض السياقات أو المفردات اللغوية الواردة في القرآن الكريم على غرار: ترجمات محمد أركون لفعل : إقرأ بسورة العلق وغيرها من الدلالات التي اهتمت بها الدراسات الإستشراقية الحديثة في منتصف القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.


وهذه الترجمات في الحقيقة ترجمات لها قيمتها العلمية والتاريخية وتحظى بقبول  في الأوساط الدينية، إلى جانب كونها معتمدة من طرف الباحثين إلى حد كبير في الأوساط العلمية الأكاديمة التي تُعنى بدراسات اللاهوت الإسلامي كما يسمى في ألمانيا ودول الجوار في أوروبا الغربية أو ما يعرف محليا في الجامعات الفرنسية بالإسلامولوجيا التطبيقية.


غير أن مقتضيات الوقت الراهن الذي نعيشه تتطلب تحيينا لهذه الترجمات السالف ذكرها بما يتوافق و معطيات الواقع عمليا. ومن جهة علمية فإن البحث في مجال العلوم الإنسانية وعلى وجه الخصوص الترجمة واللغات، يتطلب مواكبة أدوات العصر وتسخيرها لخدمة النص الذي بين أيدينا بما يوسع دائرة الفهم التي يجب أن تتجاوز حدود الزمان والمكان والأشخاص وهو ما يوافق تماما خصائص القرآن الكريم الذي يستوعبها جميعا.


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY 


انطلاقا من تلك الاعتبارات العلمية والتاريخية والواقعية، فإن عميد مسجد باريس الكبير السيد شمس الدين حفيز قرر فتح ورشة عمل كبيرة شاملة لمختلف التخصصات، لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، ترجمة معاصرة تضاف إلى الجهود السابقة وتكون ترجمة عصرها. وذلك بدعوة المتخصصين في مجالات شتى، ابتداءً بالمجال الشرعي الإسلامي وعلومه المتعلقة بالقرآن الكريم في المقام الأول، مرورا بسوسيولوجيا الخطاب الديني، وانتهاءً بعلم المصطلح لغويا وفن الترجمة تقنيا لإخراج ترجمة فرنسية معاصرة ومتكاملة في شكلها النهائي.


الجدير بالذكر في هذا الصدد، أن هذا الشهر يوافق الذكرى الرابعة لتولي عميد مسجد باريس الكبير مهامه على رأس هذه المؤسسة الدينية العريقة والمعلم التاريخي الذي له رمزيته وقيمته عالميا. وإصرار السيد العميد على إعطاء مسجد باريس بعدا ثقافيا وفكريا وعلميا إلى جانب دوره ووظيفته الدينية والتعبدية، جميعها تظهر جليا المكانة التي تحظى بها هذه المؤسسة اليوم، إذ صارت جامعة للنخب الفكرية والقامات العلمية من جامعات وأكاديميات دولية، داخل أوروبا وخارجها.


وإن المنكرين على عميد مسجد باريس رؤيته السابق ذكرها، يتجاهلون دور المسجد في الإسلام، وثقله العلمي والمعرفي في قاموس الحضارة الإسلامية. إذ يعد المسجد أول مؤسسة تعليمية في الإسلام. فمن المسجد انطلقت سجالات العلماء ومبارازاتهم الفكرية، ومن المسجد أيضا سطع نجم كبار الفقهاء والمتكلمين، ومنه كذلك ظهر قاضي القضاة، فقيه قرطبة، الطبيب الفيلسوف، ابن رشد الحفيد. وهذا غيض من فيض، والأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى.


فمتى ندرك ونحن في القرن الحادي والعشرين، أن العلم والفكر رفيقان للإيمان والتوحيد ؟ وقد أدركها أسلافنا في القرون الوسطى.


م. فاروق.ط

©المنبر الإعلامي لمسجد باريس الكبير 2024



٤٠ مشاهدة٠ تعليق

コメント


bottom of page