قدم مسجد باريس الكبير اليوم الجمعة، لمسة وفاء للحاج لخضر لمطاعي، مؤسس مسجد عثمان بن عفان ورئيس جمعيته، الكائن بالضاحية الجنوبية لباريس. وقد جاءت لمسة الوفاء هذه ممثلة لعميد المسجد السيد شمس الدين حفيز ومديره العام السيد محمد لوانوغي، من خلال تقديم إدارة مسجد باريس الكبير، واجب العزاء لأسرة الفقيد ومحبيه وجموع رواد مسجد عثمان بن عفان.
حيث أوفد مسجد باريس الكبير إمامه الشيخ عبد النور طهرواي الذي ألقى خطبتي الجمعة وأمّ المصلين بجامع عثمان بن عفان، ثم أعقبها بكلمة تأبينية ذكّر فيها بمسار الحاج لخضر وإنجازاته.
الشيخ عبد النور طهرواي إمام مسجد باريس الكبير
وقد جاء في نصّ الكلمة التأبينية التي ألقاها الشيخ طهرواي في حق الحاج لخضر لمطاعي التي افتتحها قائلا:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر
إن العينَ لتدمع، وإن القلبَ ليَحْزَن، وإنَّا على فراقك يا " الحاج لخضر " لمحزونون، ولا نقولُ إلا ما قال ربُّنا وخالقُنا: " إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ". "كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ" (الرحمن: 26/27).
بعدها عرّف الشيخ طهراوي بالحاج لخضر لمطاعي، المولود في شهر جانفي 1927م، ببابور، ولاية سطيف بالجزائر، الذي حفظ القرآن الكريم صغيرا بزاوية "إغزر أمقران"، وتعلم على يد شيخه الشيخ شريف إسحنونن من الأربعاء ناث إراثن ...
كما عرّج الشيخ طهرواي على المسيرة الحافلة التي قطع فيها الحاج لخضر أشواطا بدأت بالتحاقه بالأزهر الشريف ثم بالعمل النضالي في سبيل القضايا العادلة.
يضيف الشيخ طهراوي: بعد مشوار طويل من العطاء والنضال، استقر الحاج لخضر بفرنسا، أين أنشأ مدرسة مشهورة لتعليم السياقة، وبعد التقاعد في التسعينيات تفرّغ للعمل الخيري، حيث أسس "مسجد عثمان ابن عفان"، الذي دُشّن بصفة رسمية سنة 2006م من طرف عميد مسجد باريس الكبير الدكتور "دليل بوبكر" بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري الأسبق بوعبدالله غلام الله.
الحاج لخضر أفنى جلّ حياته في العمل الخيري وفي سبيل الإسلام وخدمة المسلمين وقضايا الحق، كان فاعلا للخير، جوادا كريما سخيّا، متواضعا، يسعى في حوائج الناس، يذّكر الشيخ طهرواي.
كما عمل إماما متطوعا في مسجد باريس الكبير زمن عمادة الشيخ "سي حمزة بوبكر" و"تيجاني هدّام"، حيث كان يؤم المصلين.
ثم اختتم الشيخ طهرواي كلمته بقوله : تقبلوا معاشرَ المُشَيِّعِين، من أهلِ الفقيدِ وأحبابهِ، ومعارفهِ وأصحابهِ، خالصَ التعازي والمواساة، باسمي وباسْمِ أسرةِ مسجدِ باريسَ الكبير، ورجاؤنا أن تنالَنا بشائرُ الله الواسعةِ لعبادهِ الصابرين؛ " أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ".
أخيرا، توّج الشيخ طهرواي كلمته بالدعاء للفقيد سائلا المولى عزوجل له واسع المغفرة والرحمة:
اللهم اغفر له، وارفع درجتَهُ في المَهْدِيِّين، واخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغابِرِين.
اللهم اشمل فقيدَنا بعفوكَ وغفرانك، ولطفكَ ورضوانك، واجعله مِن أهْلِكَ وأحبابِك.
للهم، إن الناسَ يُثْنُونَ عليه ويذكرونَهُ بالخير، فاللهم اجعل مقامَهُ عندك أعلى من مقامِهِ عند الناس، وأنت أكرمُ الأكرمين.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.
وقبل مغادرة المكان، اقترب الشيخ طهرواي من عائلة الفقيد ومن بعض المصلين ووثق شهاداتهم عنه، ومن هؤلاء ابن أخيه نبيل مطاعي (عبد الوهاب) وأحد المصلين الذي يعرف الحاج لخضر عن قرب. وقد حملت شهادتهما كثير من الامتنان والتقدير للفقيد عمّا قدمه لمسلمي المنطقة الذين يكنون له وافر المحبة والاحترام.
يوم تكريم الحاج لخضر لمطاعي بمسجد باريس الكبير - 17 ديسمبر 2020
يذكرُ أنّ الحاج لخضر-رحمه الله- كان قد تلقى تكريما بمناسبة الدورة الأولى لاحتفالية ''مشيدو المساجد في فرنسا'' التي أسسها السيد عميد مسجد باريس الكبير السيّد شمس الدين حفيز، كان ذلك يوم 17 من شهر ديسمبر عام 2020، بحضور السفير الجزائري الأسبق والقنصل العام الجزائري في باريس وبعض الشخصيات السياسية والدينية والثقافية وممثلين من المجتمع المدني والإعلام في فرنسا.
وقد حرص عميد مسجد باريس الكبير على استقبال الحاج لخضر وتسليمه التكريم بنفسه رفقة مديره العام، قائلا في تلك المناسبة: "لا بد من ردّ الاعتبار لهؤلاء المخلصين الذي تحدوا كل الصعاب وشيدوا المساجد في فرنسا، يجب أن نحتفي بهم ونكرمهم في حياتهم، وبصفتي عميد مسجد باريس الكبير، أخذت على عاتقي هذه الأمانة والمسؤولية".
م.ف.ط. هئية تحرير المنبر الإعلامي لمسجد باريس الكبير
Σχόλια