top of page

مسجد باريس الكبير يصنع الحدث : تخرج أول دفعة للأئمة والمرشدات بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


احضتنت قاعة الأمير عبد القادر بمسجد باريس الكبير احتفالية تخرج أول دفعة للأئمة والمرشدات بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي ومحافظ باريس وضواحيها السيد مارك غييوم، إلى جانب القنصل العام للبعثة الدبلوماسية الجزائرية بفرنسا وممثل السفارة الجزائرية في باريس وممثلين عن السلطات الرسمية الفرنسية والمجتمع المدني.


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


كما حضر الحفل عميد المعهد الفرنسي لللإسلامولوجيا ومديره العام، ومدير كلية العلوم الإسلامية بباريس، ورئيس الإرشاد الديني للمسلمين بالمستشفيات، ورئيس المجلس الوطني للأئمة، وممثلين للفدراليات والجمعيات الإسلامية وكوكبة من الشخصيات الإعلامية والعلمية والثقافية الفرنسية.


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


شهد الحفل كذلك، حضورا ملحوظا لمجموعة من أئمة مسجد باريس الكبير الذين يضطلعون بمهمة التدريس في مجمع ابن باديس بالمقر المركزي لمعهد الغزالي بمسجد باريس الكبير .


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


هذا وقد أشرف على تنشيط فعاليات الحفل الشيخ خالد العربي إمام مسجد باريس الكبير ومسؤول قسم الاعتناق والزواج، الذي دعا بدوره الشيخ محمد أمين حدو ليفتتح فعاليات المناسبة بآيات بينات من الذكر الحكيم.


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


تلا خلالها سورة العلق التي تحث آياتها الأولى الإنسان على القراءة والتعلم والتدبر في خلق الله تعالى له، وفي ذلك إشارة إلى إحدى أبرز قيم ديننا الإسلامي الحنيف.


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


تقدم بعدها الشيخ عبد النور طهرواي منسق مجمع ابن باريس، لإلقاء كلمة الافتتاح التي استهلها بتبيان مكانة الإسلام في فرنسا وحاجة المسلمين إلى التكوين الشرعي. الأمر الذي شجع على فتح فروع معهد الغزالي الخمسة في مختلف مناطق فرنسا، وهي كالآتي : ليل، ليميرو، مارسيليا، إيستر، ريف دو جير.


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


من جهته عبر عميد مسجد باريس الكبير السيد شمس الدين محمد حفيز عن امتنانه بهذا الحدث الكبير الذي تحقق بعد جهود متواصلة وجادة في تكوين أئمة ومرشدات تكوينا محليا خالصا يتماشى والسياق الثقافي والاجتماعي للبلد الذي يعيشون فيه ويزاولون فيه مهامهم المنوطة بهم في خدمة المسلمين وأبناء الجالية الجزائرية على حد السواء. مذكرا بجهود السابقين الصادقين التي قدمت لمعهد الغزالي كي يستمر ويواصل رسالته النبيلة.


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


يذكر أن عميد مسجد باريس الكبير كان قد قطع العهد على نفسه عقب شهر من انتخابه عميدا لهذه المؤسسة العريقة، بتحقيق هذا الهدف الذي يتجلى اليوم بتخريج أول دفعة من الأئمة والمرشدات، كان ذلك في شهر فبراير/ فيفري عام 2020 في أول لقاء جمعه بطاقم المعهد قائلا :" سنعمل على تكوين أئمة عمليين أصحاب ميدان، مستوعبين للواقع الفرنسي والأوروبي، يجيدون التعامل معه، وسيكون تكويننا محليا بعيدا عن أي تدخل أجنبي يحمل خطابات متطرفة ... سيتكون الإمام والمرشدة الدينية تكوينا وفقا للإسلام الذي تربينا عليه وتوارثناه من أجدادنا، الإسلام الذي يدعو إلى التسامح والتعايش، وينبذ العنف ويحترم الآخر أيا كان جنسه ودينه، ويحترم قوانين البلد الذي نعيش فيه".


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


حسب محللين ومراقبين للشأن الديني والسياسي في أوروبا، فإن مسجد باريس الكبير هو المؤسسة الأولى في فرنسا التي تمنحها السلطات الفرنسية ثقتها، وتنتظر منها الكثير في قضية التكوين المحلي للأئمة والمرشدين. ضف إلى ذلك فإن خبرة الجزائر في بث خطاب الوسطية والاعتدال ونبذ العنف التطرف وفي محاربة الإرهاب، كفيلة بأن تضمن الحفاظ على التوازن وتحقيق هذه المعادلة الصعبة في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها أوروبا والعالم. وهذا ما أكدته مصادر مطلعة من خلال لقاءات رسمية رفيعة المستوى، أشاد خلالها الساسة وصناع القرار في فرنسا بالخطاب الديني المعتدل الذي يبثه أئمة الجزائر عبر مختلف مساجد فرنسا، وهو ما يشهده الواقع المعيش كذلك.


في سياق آخر، أثنى ممثل أساتذة معهد الغزالي بالمقر المركزي في باريس، الشيخ توفيق بوعبد الله -وهو من الأساتذة المكونين الأقدمين- أثنى على هئية التدريس المكونة من أساتدة أكفاء، يحملون شهادات جامعية عليا، أبدوا كفاءة عالية في الميدان. مذكرا بدور الأستاذ الجزائري، الذي هو إمام في المقام الأول، في تكوين أئمة ومرشدات المستقبل.


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


كما مُنحت الكلمة لممثل طلبة معهد الغزالي بالمقر المركزي في باريس الطالب إيدير معزوزي، ليقدم شهادته عن جودة التكوين وكفاءة الأساتذة. معربا عن شكره لإدارة مسجد باريس وأساتذة المعهد باسم طلبته الحاليين والمتخرجين أيضا. وقبل أن يختم الطالب معزوزي كلمته، التمس من السيد العميد أن يطلق اسم الشيخ محمد الطاهر آيت علجت -أحد علماء الجزائر الكبار-، على الدفعة المتخرجة. وقد أبدى السيد العميد استجابة فورية لهذا الطلب الذي عبر من خلاله عن سعادته بذلك وامتنانه لرجل وهب حياته لخدمة العلم والعلماء طيلة مشواره الحافل.


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


أما وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي، الذي كان قد أثنى مرارا على خطيب مسجد باريس الكبير الشيخ يونس العربي، مبديا إعجابه الشديد بتوازن الخطاب واعتدال المنهج واتزان الفكر الذي لمسه في خطبة الجمعة التي حضرها رفقة عميد المسجد ومديره العام، أكد مرة أخرى على مكانة الإمام الجزائري الذي يحمل على عاتقه مهمة تكوين أئمة ومرشدات المستقبل، إذ سيكون لهم دور كبير في بث خطاب السلم والتهدئة والقيم المثلى التي دعا إليها الإسلام. وقد كان للسيد الوزير وقفات وتأملات في ضوء آيات سورة العلق التي افتتحت بها الجلسة، أشركها الحاضرين رغبة منه في إبراز قيم الإسلام الحقيقية لغير المسلمين.


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


جدير بالذكر أن السيد الوزير يحظى بتكوين شرعي أصيل ومتين، فقد درس على يد كبار علماء الجزائر وجالسهم، كما نهل العلم لسنوات طويلة على يد كبار علماء الشام كذلك، وإذ يبدي انطباعه من الخطاب الديني بمسجد باريس الكبير ويقدم شهادته عن مستوى أئمته، فإنه يبديه عن دراية ومعرفة عميقة لمهمة زاولها منذ سن مبكرة من عمره.


كما عبر السيد الوزير عن خالص امتنانه وشكره لعميد المسجد الذي يبذل جهودا كبيرة في إعطاء مسجد باريس الكبير القيمة التي يستحقها بوصفه مؤسسة دينية وثقافية وعلمية لها بعدها المحوري في أوروبا بشكل عام وفرنسا بشكل خاص.


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


في سياق متصل، اجتمع الدكتور بلمهدي، بأئمة الجزائر المنتدبين بحضور عميد المسجد ومديره العام، ومستشار الوزارة ومرافقه، اجتمعوا جميعا على مأدبة غداء نظمها مسجد باريس الكبير على شرف الوزير لمناقشة عدة قضايا متصلة بواقع الخطاب الديني في فرنسا، ومستقبل التكوين، وآفاق الإمامة لاسيما بعد قرار إنهاء الانتداب الذي أعلنه رئيس الجمهورية الفرنسي السيد إيمانويل ماكرون في الثامن عشر من فبراير عام 2020. حيث طمأن السيد الوزير أئمته، ملفتا الانتباه إلى تدخل رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد المجيد تبون شخصيا، ومتابعته لهذا الملف الذي يوليه عناية كبيرة ويضعه في قائمة أولوياته.


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


ما طبع اللقاء أيضا، كلمة محافظ باريس وضواحيها السيد مارك غيوم، الذي عبر عن تأثره الشديد بما سمعه خلال مداخلة عميد مسجد باريس الكبير. هذه الكلمة التي حملت معان سامية وصادقة محبة للخير وللسلام، حسب تعبير السيد المحافظ.

كما ثمن بدوره جهود مسجد باريس الكبير بإشراف وحرص عميده على تخريج أول دفعة للأئمة والمرشدات. مضيفا أن: "في مجتمعنا أشخاص آخرين يبثون خطابات عدوانية تدعو إلى الكرهية وتقسيم المجتمع وتفرقته، في حين أن مسجد باريس الكبير أثبت عكس ذلك من خلال هذه المناسبة التي تجمع الجميع"، في حدود قوله.


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


أسدل الستار على فعاليات الحفل بتتويج المتخرجين من الأئمة والمرشدات، تخللتها وصلات إنشادية لفرقة "جسر المحبة'' بقيادة المنشد عبد القادر غيث، أبهجت الحضور بالمدائح التراثية التي عطرت المناسبة بذكر الله وبالصلاة على نبيه عليه الصلاة والسلام.


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY


ختاما تجدر الإشارة إلى أن الهجومات العنيفة التي تلقاها مسجد باريس الكبير على مدار الثلاث سنوات الأخيرة، وحملات التشويه والتشهير، وبث الإشاعات والفتن، لم تثن الإدارة القائمة عليه عن مواصلة مسيرتها وعملها الدائم الذي يتسجد في مثل هذه المناسبة ومثلها كثير. ناهيك عن الندوات العلمية واللقاءات الثقافية والفكرية التي أعطت للمؤسسة نفسا جديدا وأعادتها إلى المشهد الثقافي والأدبي والعلمي الفرنسي والأوروبي. ولعل رغبة عميد المؤسسة في تحقيق ذلك، رغم الانتقادات اللاذعة التي حاولت تثبيط عزيمته، لعل رغبته تلك بينت اليوم للقادحين قبل المادحين أن دور المسجد -أول مؤسسة تعليمية في الإسلام-، لا يتقصر فقط على الجانب التعبدي والروحي مع ما له من أهمية كبرى ومركزية لا ينكرها أحد. وإن مؤسسة عريقة بثقل مسجد باريس الكبير، التاريخي والحضاري والسياسي، لا يمكنها أن تنغلق على ذاتها بين أسوارها في قلب الحي اللاتيني بكل ما يحمله من رمزية وهي محاطة بأعرق الجامعات والمكتبات والمختبرات البحثية والمؤسسات العلمية الكبيرة.


Crédit photo : ©MFT.PHOTOGRAPHY




م. فاروق.ط

©المنبر الإعلامي لمسجد باريس الكبير 2023


٢٩ مشاهدة٠ تعليق

Comments


bottom of page